المؤلف
لو تمشي بهدوء في زوايا التجارة المزدحمة في كانسانغا، قبل ما اليوم يعلى بصوت الزحمة والناس، هتلاحظ راجل قاعد ساكت جنب صندوق خشب مليان أدوات. إيديه شغالة تلمّع، وتخيّط، وتدق؛ بيرجّع الحياة لأحذية ناس كتير كانوا هيرموها. اسمه سيسماندا جوزيف، صانع أحذية قدرته على التحمل بتحكي قصة أكبر بكتير من شغله على الرصيف. لأي حد يوقف يسمع، حياة جوزيف بتفكّرنا إن الحواجز عمرها ما تكسر العزيمة.
في أي صباح من أيام الأسبوع في كمبالا، تستيقظ المدينة على أزيز الدراجات النارية المميز. من تلال كانسانغا إلى الشوارع المزدحمة في وانديغيا، يُعد صوت المحركات لغة يفهمها الجميع. إنه نداء بودا بودا؛ وسيلة النقل الأكثر شهرة وسرعة في أوغندا للمسافات القصيرة.
بالنسبة لكثير من سكان المدينة، لا يمكن تخيل الحياة بدون بودا بودا. عندما يتوقف المرور تمامًا في طريق جينجا أو طريق عنتيبي، وعندما يبدأ المطر في الهطول وتمتلئ سيارات الماتاتو (سيارات الأجرة الصغيرة) حتى آخرها، تصبح البودا بودا ليست مجرد خيار، بل شريان حياة حقيقي.
في عالم بقى فيه التلاجات والمية المُعبأة هما اللي مسيطرين على أسلوب حياتنا، لسه فيه طريقة بسيطة وأنيقة وتقليدية جدًّا علشان نحافظ على المية ساقعة ومنعشة. في منطقة كومي بشرق أوغندا، الناس من زمان أتقنوا طريقة مدهشة لتخزين وتبريد مية الشرب باستخدام جرّة فخار محلية (إنسوا). دي مش مجرد وعاء؛ دي جزء حيّ من التراث الثقافي، ورمز للابتكار الطبيعي، ووعاء لمتعة حسّية حقيقية.
قليل قوي الحاجات اللي تقدر تحكي قصة بلد أحسن من أكلها. في أوغندا، القصة دي متلفّة — حرفيًا — في أكلة شارع بسيطة اسمها الرولكس. دي من الأكلات اللي تلاقيها في كل مكان في البلد، من شوارع كمبالا الزحمة لحد المراكز التجارية الصغيرة في غولو وفورت بورتال وكابالي. الموضوع مش ساعات فخمة ولا وجاهة؛ هنا الرولكس عبارة عن تشباتي ملفوف فيه بيض مقلي ومكونات بسيطة تانية. لكن ورا البساطة دي في هوية ثقافية عميقة بتحكي عن الإبداع والدفا وفن إنك تعمل حاجة استثنائية من حاجات عادية.
حبي للرولكس مش بس علشان طعمه؛ ده علشان حكايته، وطريقة تحضيره، وصوته، وريحتُه، ووشوش الناس ورا الأكشاك الصغيرة على الطرق اللي بتأكل بلد بحالها.
أوغندا، “لؤلؤة أفريقيا”، مش بس مشهورة بالغوريلا الجبلية؛ دي كمان من أفضل الوجهات في العالم لمشاهدة الشمبانزي في موطنه الطبيعي. مع قرابة 5,000 فرد موزعين في غابات خضراء كثيفة، المسافرين عندهم فرصة نادرة للاتصال بأقرب أقاربنا في البرّية. الدليل ده بيشرح ليه تريك الشمبانزي تجربة لازم تتعمل، تروح فين، وإيه تتوقع في المغامرة اللي صعب تتنسى.